p.s

الوقت يمضغ الساعات على مهل ,
والحكايات توشك على النفاد
"وأنا..وحيدة وأفتقدك |


هديل الحضيف _غرفة خلفية

الأربعاء، 24 يوليو 2013

وطن بلا راية..


أجتاج الْوَطَنَ مَا تُبْقَى مَنًّا..
مَا تُبْقَى مِنْ احلام كَانَتْ ومازالت لَنَا..
وَهَزَمْنَا ببطئ حادَّ...
وَبَارِدَا أيضاً.....
أَقْحَمْنَا فى مَا لَا طَاقَةَ لَنَا..
وَهُرِبَ بَعيدَا, دُونَ وَدَاعٌ !
رَصاصُ بِصَوْتِ كَمَانٍ, يَدُورُ كَأُرْجُوحَةِ فى شوارعَنَا..
ثَوْرَةُ بِلَوْنِ كَفَنٍ, كَانَتْ هُنَا فى يَوْمُ مِنْ الآيام..
ومازالت أَثَارَهَا تحومنا فى لَيْلُنَا الْبَارِدِ..
شهداءُ...
قَتْلَى..
طُغَاةُ يُتَمَسَّكُونَ بِشَرِيعَةِ لَيْسَ لَهَا وُجُودُ..
يُهْرَبُ مَنًّا الْوَطَنَ, كُلَّمَا أقتربنا مِنْه..
يَبْعُدُ..
ثُمَّ يَقِفُ لِيَأْخُذَ روحُ مَنًّا..
وَطَنُ بَلَا هُوِيَّةُ..
وَلَا جَوَازُ سَفَرٍ, بَلَا تَعْرِيفُ..
وَلَا رايَةَ
وَطَنُ بِدونِ أَسَمَّ..
وَلَا عُنْوَانٌ.
وَطَنُ وَحِيدُ..
اِسْمُهُ أَصْبَحَ يَرْتَبِطُ بِكَلِمَةِ " شَهِيدَ "!
يا أَلِلِهُ,
أَنْتَ أَخِبْرَتَنَا...
أَنْتَ أَعْطَتْنَا الْأَيْمَانَ الْكافَى لِنَصْبُرُ !
" كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ"..
نَعَمْ نَحْنُ !
سَنَتَمَسَّكُ اذاً..
لآنك الآيمان هُوَ كُلُّ ماتبقى لَنَا,
وَأحْلاَمُنَا...
وَذُكْرِيَاتُ مُبَعْثَرَةٍ, لِحَيْنِ الرَّحِيلِ,
لَنْ نَجِدَ ابداَ مِنْ يُجْمَعُهَا..
لَنْ نَجِدَهُ !
تَمَسَّكُوا...
تَمَسَّكُوا بأخخر خَيْطُ مِنْ الآمل لَدَيكُمْ..
رُبَّما يَوْمَا مَا, سَنُجْتَمَعُ مَعًا..
وَنَتَقَبَّلُ مَا نَحْنُ عَلَيه !


الأحد، 14 يوليو 2013

رحيل ...


ترقبنى النَّاسَ , وَأَنَا أُحْتَسَى فِنْجَانَ قهوتى المسائى .
.كَانَ الْجَوُّ صَامِتٌ , الى حَدَّ مَا ....طَفِيفُ الْأَشْجَارِ التى لَا وُجُودُ لَهَا ...كَانَ يحومنى ,
هَذَا مَا كَانَ , قَبْلَ أَنْ يَقْتَحِمَ هَذَا الصَّمْتُ الخالى مِنْ الْعُيُوبِ ..
صراخُ عَالَى , قَادِمُ مِنْ الْمَشْفَى التى أمامى ,
كَيْفَ لِبَشَرِ مِثْلُنَا أَنْ يَعِيشُوا فى مَكَانٌ كَهَذَا ....حَيَّتْ تَنْبَعِثُ مِنْه رَائِحَةُ الْمَوْتِ كُلُّ صَبَاحَ .
.
وَيُسْتَقْبَلُ الْمَكَانُ شَهَادَةُ وَفَاةُ جَدِيدَةُ كُلُّ سَاعَةٍ ..وَدَقيقَةٌ .
.سُمِعْتِ صراخًا حادٌّ .....حادُّ الى دَرَجَةَ أبكتنى .
.
وجعلتنى أَتَسَلُّحَ بقلمى وَوَرِقَةَ كَانَتْ عَلَى منضدتى مسبقاً ,
صراخًا لَمْ يَكُنْ مَصْدَرُهُ مَعْرُوفٍ .بَلْ كَانَ قَادِمُ مِنْ أَعْمَاقِ الرَّوْحِ .
.
وَكَأَنَّه خَدْشُ طَفِيفُ أَصْبَحَ وَاضِحُ بَعْدَ ان كَانَ لَا يرى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةَ !
صراخُهَا أشعرنى بأنى وَحَيْدَةٌ ....أَلَا قَلِيلَ .
.
وَكَأَنَّ مَا حولى أَصْبَحَ يَتَوَارَى خَلْفَ صَرِيرِ أسْنَانِهَا .
.
الْغَرِيبُ , أَنَّ الشَّارِعَ لَمْ يُنْتَبَهْ !
مِنْ كَانَ يُحْتَسَى قَهْوَتُهُ ..أَكَلَّمَهَا الى أُخَرْ رَشَفَةً .
.وَمِنْ كَانَ يَكْتُبُ ...أُكْمَلُ قَصِيدَتَهُ ...الى أُخَرْ بَيْتَ .
وَمَنْ كَانَ نَائِمٌ ...اِسْتَيْقَظَ ..
وَنَامَ مَرَّةً أُخْرَى !
وَحَدُّهُ مِنْ كَانَ صَامِتَا مثلى .
.
.
وَحَدُّهُ شِعْرُ بِهَا !
ذَهَبَ اذاً .
.
ذُهِبَ مِنْ كَانَ يَسْتَحِقُّ أَنَّ تَصْرُخَ بِكُلُّ قواها مِنْ أَجَلِهِ !
ذُهِبَ دُونَ عَوْدَةٌ .
دُونَ وَدَاعُ أَخِيرُ .
تَحَاشَى النَّاسُ مُخَاطَبَتَهُ فى أُخَرْ أيَّامَهُ ...حَتَّى لَا يَكُونَ مَرَضُهُ مُعْدَى .
.تَحَاشَى وَدَاعُهَا .
حَتَّى لَا يرى عَيْنِيِهَا تُدْمَعُ .
.
.أَصْبَحَ مَصِيرُهُ الى اللهَ .
.
تِرَاهُ الأن يُحَاسِبُ .
.
تِرَاهُ يَنْدَمُ عَلَى ذُنُوبِ أُرْتَكَبُهَا مسبقاً !
تِرَاهَا أَحِبَّتَهُ !
لَنْ نَعْلَمَ ابداً .
.
فَقَطُّ أَصْبَحَ سِرُّهُ مَعَهَا .
.
وَصَرْخَتُهَا الْأَخِيرَةِ كَانَتْ دَليلُ قَاطِعٍ .
.
أَنَّ كُلُّ شئ أُنْتَهَى !
وَأَنَّه رَحْلٌ ....


دُونَ عَوْدَةٌ .